روائع من سير الأجداد

  الكل منَّا يجد في نفسه نشاطاً وهمةً عالية إذا أقبل شهر رمضان، بل والكثير منا يجعل لنفسه وقتاً لتلاوة القرآن، إذ شهر رمضان المبارك شهر القران.

وما إن ينتصف الشهر حتى تبدأ هذه الهمة بالفتور وتتلاش شيئاً فشيئاً!!؟

وإذا انقضى شهر رمضان المبارك نلاحظ أننا لم نختم القرآن تلاوةً متأنية إلا مرةً واحدة، وربما لم نتجاوز الجز أو الجزئين منه!!؟ ثم نعض أصابع الندم لماذا فرطنا في أوقاتنا في رمضان؟

لكن ما هو يا ترى حال الأجداد رحمهم الله مع القرآن في رمضان؟

كان الأجداد رحمهم الله أصحاب همة عالية تستمر هذه الهمة إلى أن ينقضي الشهر المبارك.

فقد حدث الشيخ عمر بن حسن -رحمه الله- عن والده الشيخ حسن بن حسين -رحمه الله- فقال:[ كنت أنا ووالدي -رحمه الله- في البيت نتجاذب أطراف الحديث، فإذا بخبر دخول شهر رمضان المبارك، فقام أبي وأخذ المشلح وخرج من البيت مسرعاً ولم أنهي حديثي معه، وكان السرور يعلوا محياه فرحاً بدخول الشهر المبارك.

تبعته لأنظر إلى أين يذهب مسرعاً هكذا...!!؟

الطريق الذي سلكه والدي ليس غريباً عليَّ ... 

أعرفه تماماً... 

إنه طريق المسجد...!!؟

تبعته حتى دخل المسجد، وصلى ركعتين، ثم رفع يديه وأخذ يدعو الله تعالى طويلاً، ثم شرع في قراءة الفاتحة ثم سورة البقرة...

خرجت من المسجد وأنا مندهش...!!؟ 

لم يعد والدي إلى البيت، ولم نره طيلة أيام الشهر المبارك إلا في المسجد فقط...!!؟

كان والدي -رحمه الله- حافظاً للقرآن كسائر الناس، وكان يقرأ من حفظه... ولكن إذا ختم القرآن قام وخطَّ خطاً على جدار المسجد...!!؟

فلما بلغنا خبر العيد ذهبت مسرعاً إلى أبي في المسجد وأخبرته بالخبر، ومن غير أن يلاحظ أبي قمت أعد الخطوط التي خطها على الجدار فإذا بها مئة خط...!!؟] أ.هـ

يا لله العجب...!!؟

مئة خط...!!؟

مئة ختمةٍ للقرآن في شهر واحد...!!؟ 

إنها والله الهمة العالية التي تفوق الوصف.

هؤلاء هم أجدادنا، وهذه صفحةٌ من روائع صفحات حياتهم المشرقة، فسر على طريقهم يا رعاك الله تكن من أسعد الناس في الدنيا والآخرة.

فرحم الله الجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، ورحم الله أبنائه وذريته الذين ساروا على نهجه، ورحم الله الشيخ حسن بن حسين وابنه الشيخ عمر بن حسن وجمعنا بهم في دار كرامته ومستقر رحمته.