هشام

  النورُ يملأُ جنباتِ الدار..

و الفرحة تغمرُني..

يا للبشرى

إنه هشام قادم من عالمِ المجهول..! 

كم انتظرتك يا ولدى..

و طال انتظاري.

و ها أنت بجنبنا الآن

توزِّع الابتسامات دونما حسابٍ.

و تعطي الفرحة جُزافاً

و دونما قياسٍ..

الكل مسرورٌ بمقدمك.

و الكل سعيدٌ بمجيئك

فأهلاً بك يا ولدي.

إلى عالم الحقيقة..

لقد تضاعف العيدُ

فصار عيدين.

و سوف تصير أيامُك كأنها أعيادٌ..

أنت بالطبع يا ولدى تشعر الآن

أننا لك كالخدمِ..

كل شئ مُهيأٌ من أجلك.

و لربما شَطَحتْ بك الرأي

فتصورت أن الكون كلَّه

مهيأٌ لخدمتك!

.. هو كما تتصور يا ولدي،

و لكن لفترةٍ معينةٍ فقط

إن السعادة شئٌ وقتي

و غداً حينما تكبر و يشتد ساعدُك

ستراجع حساباتِك

و ستُدرك أن السعادة..

شئ صناعي..!

و سيكون لزاماً عليك

البحث عن السعادة و لكن عن طريق الأشواك و العقبات!

لا أريدك يا ولدى أن تصنع المستحيلَ. 

أن تتحدى القدرَ..

لن تقدر على ذلك..

حتى و لو كانت لديك قدرةُ الأنبياء.

و لكن شمِّر عن ساعدِ الجد كأبِك 

و اعتمد على نفسك كأبيك أيضاً

و إلا فارحلْ كجدِّك الذي رحل

أنت يا ولدى في عالم شعارُه :

اعمل و إلا افسحِ المجال للآخرين

كي يعملوا.. 

كي يصارعوا..

نحن هنا يا ولدي في صراع مع الذات

مع لقمة العيش..

أبداً يا ولدي لن أتصورك تقفُ

على الأعتاب تطلب قطعة أرض،

أو ماهيةً دون مقابل.

و حتى تتجنبَ الوقوف على العتباتِ

حتى لا تُريق ماءَ الوجه يا ولدي..

حاربِ الخمول و الكسل..

يكفيك يا ولدي من العيش بلغةٌ وأنت حُرّ. 

قطعةُ رغيفٍ!

ولتكنْ يابسة 

هي خيرٌ لك من سؤال ربما أجدى.

حذارِ يا ولدى أن تمدّ يدَك

فلربما أُعطيتَ وبمنّة..

و لربما مُنعت و هذه كارثةٌ...

لقد قضى جدُّك يا ولدي! و لم يسأل سوى ربَّه...

الرياض 1394هـ