ترجمة مختصرة للوالد عبد الملك بن عبد الله بن محمد

 أبو هشام عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليهم، ولد في الرياض عام 1359هـ في بيت علم وفضل، وقرأ القرآن الكريم على يد الشيخ ابن سنان في ذلك الوقت، وتوفي والده وهو لم يتجاوز الثانية عشر من عمره، وكفلته والدته، وأخذ يطلب العلم ويقرأ على المشايخ في وقته مبادئ العلوم حتى التحق بمعهد الرياض العلمي عام 1375هـ وحصل على الشهادة الثانوية من المعهد عام 1381هـ ثم انتقل إلى كلية اللغة العربية عام 1382هـ وحصل على شهادة الليسانس عام 1385هـ في اللغة العربية.

ثم تم تعيينه مدرساً بمعهد الدلم العلمي عام 1386هـ ومن ثم تم نقله إلى الرياض ليدرس في معهد إمام الدعوة العلمي عام 1388هـ، ثم عمل مفتشاً تربوياً في وزارة المعارف عام 1391هـ حتى عام 1399هـ حيث عين في وزارة العدل مستشاراً في مكتب الوزير حتى وفاته رحمه الله.

كان رحمه الله على جانب كبير من الأخلاق الحسنة، وبشاشة الوجه، وانشراح الصدر، يحب المشاركة في الرأي والحديث، حاضر البديهة، سريع الانتباه، إذا تكلم في الأدب والحكمة أثرى المجلس بذلك، يحبه القاصي والداني، ويأنس بمجالسته الأبناء والأقارب والأصدقاء.

كان رحمه الله باراً بوالدته، إذ هو بكرها من الأولاد، له من الأخوة سماحة الشيخ عبد العزيز مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء، والعم الأستاذ عبد المحسن (أبو رياض) وله أخت واحدة (أم سعود) أكبر منه توفيت قبله بثمانين يوماً رحمهم الله.

تزوج رحمه الله من ابنة الشيخ عبد الله بن صالح بن محمد آل الشيخ رحمه الله عام 1390هـ وأنجبت له ثلاثة أبناء هم: هالة وهشام ووليد، ثم تزوج من ابنة الشيخ إبراهيم بن حمد المزروع عام 1403هـ وأنجبت له ستة أولاد هم: زياد ورضاب وعبد الله وأنس ولميس وعبد العزيز، بارك الله فيهم ونفع بهم الإسلام والمسلمين.

أثناء عمله رحمه الله في وزارة المعارف مفتشاً تربوياً سافر عدة مرات إلى خارج المملكة مدرساً ومفتشاً، فقد سافراً إلى أفغانستان، ودرَّس بجامعة كابل عدة سنوات، ولما قامت الثورة في أفغانستان خرج منها راجعاً إلى بلاده، ومن ثم انتدب إلى اليمن، ودرَّس اللغة العربية، وكان مفتشاً على المدرسين المبتعثين هناك، ثم سافر إلى تونس وسوريا والأردن ومصر والسودان ولبنان وإيران والعراق وغيرها من البلدان.

أصيب رحمه الله بمرض عضال عام 1412هـ وسافر للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية مع أخيه العم عبد المحسن فشُفي، ثم عاوده المرض في صيف عام 1418هـ وسافر للعلاج إلا أن المرض قد تمكن منه، فتوفي رحمه الله من أثره فجر يوم السبت الموافق 24/10/1418هـ وصلي عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض، وقد أم المصلين أخوه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وبارك في عقبه.