الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد...
فإن الله عز وجل خلق الخلق لعبادته كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا لعبدون)، وأصل ذلك توحيد الله والعمل بما شرع، ولا يمكن تحقيق هذه الغاية إلا بالعلم الشرعي المؤصل، ولذا كان طلب العلم من أشرف المطالب، ومرتبة أهله أسمى المراتب، يقول الله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، ولم ينل أهل العلم هذه المرتبة التي أشاد الله عز وجل بها إلا لحرصهم على طلب هذا العلم وصبرهم في سبيله، ومجاهدة أنفسهم على تعلمه، ولقد كان سلفنا الصالح يتلقون العلم ويتعلمونه ومن ثم يعلمونه ويبلغونه لمن بعدهم مستفيدين من وسائل عصرهم في ذلك، كل عصر بحسبه فمن الكتابة على الأحجار والعظام إلى الكتابة على الجلود، إلى الكتابة على الورق، ومن حفظ النصوص، إلى نظم العلوم، إلى غير ذلك، والمقصود أنهم استفادوا من وسائل عصرهم في تعلم العلم ونشره، ونحن الآن نعيش بحمد الله في عصر نهضة كبيرة في ميادين متنوعة، ومن ذلك التطور الكبير في مجال الالكترونيات وتقنيات الاتصال، وأخص منها ( الشبكة العالمية ) المسماة ( الانترنت )، فإنها من أعظم وسائل التواصل بين الناس في مختلف أقطار الأرض، حتى إنك تجوب العالم كله وأنت في مكانك ترى وتسمع وتقرأ، فكان من الحكمة أن يشارك أهل العلم في ذلك ويستفيدوا من هذا التطور الكبير لنشر العلم والدين، وقد فعلو والله الحمد والمنة، فنرى الآن مواقع للمؤسسات العلمية وكذلك لأفراد من العلماء طلبة العلم، ومكتبات الكترونية وغير ذلك كثير، نسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
هذا وقد اطلعنا على مشاركة طيبة للابن فضيلة الشيخ الدكتور/ هشام بن عبد الملك بن عبدا لله آل الشيخ، الأستاذ المساعد بالمعهد العالي للقضاء، في هذا الجانب من خلال إنشاء موقع الكتروني شخصي باسمه، ينشر فيه نتاجه العلمي المبارك، وهو لبنة في بناء الدعوة الإسلامية، وإننا إذا نشد على عضده ونبارك له الجهد وهذا الاهتمام، لنسأل الله عز وجل أن يكلل مساعيه بالنجاح ويوفقه لما فيه صلاح دينه ودنياه، وفلاحه في أخراه، وأن يختم لنا وله برضاه، إنه سبحانه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء