المشاركة المتناقصة

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

فالمشاركة المتناقصة بقصد تحقيق الربح في عصرنا الحاضر تنشأ غالباً بين مصرف وشخص طبيعي أو اعتباري يمنح فيها الحق لأحد الشريكين بتملك حصة الشريك الآخر إما دفعة واحدة، أو بالتدرج على مراحل أو دفعات، بمقتضى شروط متفق عليها، وبحسب طبيعة الأمر المتفق عليه، حيث يقوم الشريك بشراء حصة الشريك الآخر بعد مدة معينة.

وتنقسم المشاركة بحسب النشاط الاقتصادي المتفق عليه إلى نوعين: مشاركة ثابتة أو دائمة، ومشاركة متناقصة تنتهي بالتمليك.

من ضوابط الدعوة إلى الله

  إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.أما بعد…

فمن المعلوم لدى كل مسلم أن الدعوة إلى الله من أعظم الأعمال، وأجل القربات التي يتقرب بها إلى الله تعالى.

الكافي

 الليلةَ البارحةَ كنتُ أجولُ في حديقة غناء مترامية الأطراف كثيرة المسالك والشُّعب.. اسمها الكافية في النحو لطيب الذكر وخالده.. الإمام جمال الدين أبي عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب -رحمه الله- رحمةً واسعةً..

خشيتُ على نفسي من التِّيه فتوقفتُ..!

ذلكم أن الإمام ابن الحاجب ناصر بن عصفور -رحمه الله- في قاعدته الشهيرة في تعليل الأسماء.. و ذكر مبررات لنصرته و ضرب أمثلة و شواهد على ذلك.. قال –رحمه الله-:

إذا كان اشتقاق الاسم من الصفة[وليس بلازمٍ أن يكون الاسم مشتقاً من الصفة.. بل هو توقيفي] فكيف ينتفي التعليل؟

وقد ينسى الابنُ كل شئ في دنياه إلا أمه

طرحتْ به النوى مطارحَها حتى إذا كان في أرض كابل من بلاد الأفغان و خلا بنفسه.. تذكر أمَّه الرؤوم على ضفاف الخليج فحنَّ لها حنين الإبل إلى أوطانها.. ورفع عقيرته يتغنى مع الشاعر:

يا غَرِيبَ الدّارِ عَنْ وَطَنِه ***مُفْرَداً يَبْكي عَلَى شَجَنِهِ

ويشرق بدمعٍ عاجلة سخياً.. ويطلق آهة حرّى لا تقع على شيء إلا أحرقته..

وحقَّ للمسكين أن يبكي فراق أمٍّ رؤومٍ أخذ منها الحنان مأخذه، حتى إنها لتخشى على الفتى الغريب مما لم يتوقع الخشية منه.. لكنها وهي الأمّ الطيبة تقول: قد يُؤتى الْحذِرُ من مأمنِه..!

أيُّ حسرةٍ تعدلها حسرةُ فراق أُمٍّ كهذه..؟!!

الكذِب

خصلة ذميمة ومرضٌ اجتماعي، قديم قِدم الإنسان.. بل وُلد معه، وإن كان تقسيم علماء التربية للكذب لا يقوم على أسسٍ ثابتة إذ إنهم لا يدعمون نظريتهم بأدلةٍ قاطعةٍ، وعندي أن الكذب نوع واحد لا أنواع كما يزعمون، حيث قالوا: بالكذب الأبيض والكذب الأسود، ثم إن الذي تَطرأ عليه الألوان إنما هي الأشياء الحسية لا المعنوية، والكذب شيء معنويّ وإن كان يُصاغ في قوالب حسية مغلّفة بالأقاويلِ تسمعُ بالأذن.

الدرعية

  هزني الشوق إليها.. فقمتُ بزيارتها.. جئتها عصراً و قبل أن تأذن الشمس بالمغيب.. رأيتها و قد انتصبت شوامخها.. كما تركها آبائي و أجدادي و قد تركوا لي الكثير و الكثير.. تركوا لي المبادئ و القيم و المثل العليا.. 

هشام

  النورُ يملأُ جنباتِ الدار..

و الفرحة تغمرُني..

يا للبشرى

إنه هشام قادم من عالمِ المجهول..! 

كم انتظرتك يا ولدى..

و طال انتظاري.

و ها أنت بجنبنا الآن

توزِّع الابتسامات دونما حسابٍ.

و تعطي الفرحة جُزافاً

و دونما قياسٍ..

الكل مسرورٌ بمقدمك.

و الكل سعيدٌ بمجيئك

فأهلاً بك يا ولدي.

إلى عالم الحقيقة..

لقد تضاعف العيدُ

فصار عيدين.

و سوف تصير أيامُك كأنها أعيادٌ..

أنت بالطبع يا ولدى تشعر الآن

أننا لك كالخدمِ..

كل شئ مُهيأٌ من أجلك.

نمط من الناس!

  اتخذ مكانه بين حشد من المدعوين في حفل جامعة الرياض!

لم أصدق أول الأمر أنه ذلكم الشخصية الفذّة التي أعرفها تمام المعرفة، إلا أنني أَعرْتُ النظر ثانيةً وثالثةً حتى تحقق لي أنه هو!! فعادتْ بي الذاكرة إلى ما قبل عامين مضياً وحينما كنتُ أعمل مع صاحبنا هذا، بلى وتحت إمْرته!

تذكرت ذلكم الحوار القصير واللطيف في نفس الوقت الذي دار بيني وبينه حينما زرته ذات ضحى في مكتبه لأجدّد ولاء الطاعة، و لأُثبت له أنني من خيرة موظفيه.

حمقاء

 هي تحبّه -كثيراً- لكن لا يعرف ذلك منها.. إذ لم تبدرْ منها أيةُ بادرة تدل على أن هناك ثمة قلب تزداد نبضاته كلما وقف أمامها ليعطيها المادة المقررة..!

هي بالنسبة له لا تعدو عن كونها طالبة في الصف الثاني آداب، شأنها شأن زميلاتها ليس إلاّ..

لم يسبق -لحضرته- أن تجوَّل في الصف، بل هو مكتفٍ بالجلوس فوق مِنبره الصغير يخاطب تلامذته من فوقه ويخاطبونه.. وحتى يتأكد أن مادته قريبة لأذهان طلبته وطالباته.. وأن ما أخذوه من دروس كانت مهضومة، قرر إجراء امتحان صُوريّ، ولَفتَ انتباه تلامذته لذلك وضرب لهم موعداً…