الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر
الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر… الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر
الله اكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً و أصيلا… الله اكبر كلما ذكره الذاكرون…الله اكبر كلما هلل المهللون وكبر المكبرون …الله اكبر ما صام صائم وأفطر…الله اكبر ما تلا قارئ كتاب ربه فتدبر…الله اكبر ما بذل محسن فشكر… الله اكبر ما أبتلي مؤمن فصبر…الله اكبر خلق الخلق وأحصاهم عددا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا
الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر لا إله إلا الله
الله اكبر، الله اكبر ولله الحمد. إن الحمد لله، نحمده و نستعينه…
فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى، وراقبوه في السرّ والنجوى، واشكروه على نعمه العظمى وآلائه التي تترى، اشكروه على إتمامكم عدّة الصيام، واذكروه وكبِّروه على ما حباكم من نعمة الإسلام، أخلصوا العبادة لله وحده، ولا تشركوا به شيئاً، فهو وحدَه المستحقُّ أن يعبَد وأن يُرجى ويقصَد، وأن يُستغاث ويستعان به، فهو سبحانه مالك الملك، وبيده النفع والضر، وغيرُه لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، ولا يملكون موتًا ولا حياةً ولا نشورا.
أيها المسلمون، إن من أبرز ما عانت منه الأمة عبرَ القرون ما وُجد من غلوٍّ وتنطّع لدى بعض أتباع الأنبياء والمرسلين على مدى الأزمان والأديان، ولا يزال الغلو والتنطع موجوداً في كثير من الأمم والشعوب في عالم اليوم، وقد جاء التحذير الإلهي لأهل الكتاب من التنطّع والغلوّ في قوله عز وجل: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}، وهذا أبرز أسباب الانحراف عن الطريق السليم والمنهج القويم.
وحين بعث الله سبحانه نبيَّه محمداً عليه أفضل الصلاة والتسليم خاتِماً به الرسالات جاء التأكيد الإلهي على منهج الوسطية في الدين، بعيداً عن الإفراط والتفريط، يقول سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}. فحريٌّ بالأمة أن تحقِّق ذلك، وأن تبتعدَ عن الغلو والتنطع، وتعمل على تحقيق الإيمان بالله، وتطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لتتحقَّق هذه الخيريَّة الحقّة، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }.
إن الأمرَ بالمعروف والنهي عن المنكر – يا عباد الله – من أعظم الواجباتِ التي أمر بها الإسلامُ حمايةً للدين والأخلاق، ودرءاً للفساد على العباد والبلاد، فعلى المسلم أن يقوم به وفق شرع الله وهدي نبيه حيث يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: (من رأى منكم منكراً فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع بلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). فالتغيير باليد لولي الأمر أو من يكلّفه بذلك، والتغيير باللسان للعالم المؤهَّلِ بعلمه وحكمته، والتغيير بالقلب لمن ليس له ذلك. فالمسلم مأمور بإنكار المنكر وتغييره في حدود قدرته واستطاعته، دون تقصير وإخلال أو زيادة وتعدي.
وإن من التعدي في إنكار المنكر ما قد يصل إلى حدّ البحثِ عن العورات وتتبّع الزلات والتجسّس، فإن ذلك مما نهى عنه الإسلام، وحذَّر منه، فالتزموا الحكمة واللين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن ذلك أدعى للقبول. وحريّ بالمجتمع والأفراد أن يستجيبوا لما أُمروا به أو نهوا عنه تحقيقاً لقوله سبحانه وتعالى: {أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.
إن مما يؤسف له اليوم – يا عباد الله – أن نرى كثيرين من المتسمين بالإسلام لا يعيشون واقعاً عملياً، يفرِّطون في أركان الإسلام، ويهملون شرائعَ الدين، يقعون في كثير من المحظورات، فيأكلون أموال الناس بالباطل، ويميلون في حياتهم إلى اللهو وارتكاب المآثم، ويستجيبون لداعي النفس الأمارة بالسوء، ألا فاتقوا الله أيها المسلمون، واحذروا الوقوع في ما يبعدكم عن حقيقة دينكم، ويوردكم في حمأة المآثم والمعاصي.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
إن هذا العيد عباد الله يوم فرح وسرور، يظهر فيه البشر والحبور، ويتجمل فيه بأحسن الملابس مع التمتع بالحلال. العيد مظهر من شعائر العبودية لله سبحانه، يأتي تتويجاً لعبادة الصوم التي من أبرز مدلولاتها الولادة الجديدة للمسلم بلا آثام ولا خطايا، فليس من العيد عباد الله، ليس من العيد والفرح المحمود التلذذ بالمعاصي والخروج على القيم، ليس من العيد كسر الموازين الاجتماعية والعبث الماجن.
إن عيد المسلمين لا بد أن يكون منضبطاً بقيم الشرع وأخلاق الإسلام كي لا تتحول الأعياد في مجتمعات المسلمين إلى سهرات محرمة، ورقصات ماجنة، وتضييع لأوقات الصلوات، فتمحو الذنوب أثر الصيام والقيام من النفوس. قال الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،،، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر لا إله إلا الله، الله اكبر ، الله اكبر ولله الحمد.
الله اكبر … الله اكبر … الله اكبر ... الله اكبر … الله اكبر … الله اكبر… الله اكبر
الله اكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرةً و أصيلا.
الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه ، كما يحب ربنا و يرضى…
أما بعد: فيا أيها المسلمون، اتقوا الله ربَّكم حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
عباد الله، إن من كمال هذا الدين وشمولية أحكامه وتشريعاته أنه ليس دينَ عبادة يؤديها العبد لله سبحانه فحسب، بل هو إلى جانب ذلك دينُ أخلاق كريمة، ومثل عالية ومعاملات مع الناس حسنة، فعلى المسلم أن يكونَ محققاً لإيمانه بربه، مخلصاً له سبحانه وتعالى في طاعته، ملتزماً بأوامره، متجنباً نواهيَه.
عباد الله، حسِّنوا أخلاقَكم مع أهليكم وإخوانكم وجيرانكم، تخلَّقوا بأخلاق القرآن، وتأدَّبوا بآداب سيِّد الأنام، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إن من أحبِّكم إليَّ وأقربكم منّي مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) ، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء).
واعلموا ـ عباد الله ـ أن يومكم هذا يومُ بشر وسرور وحبور، فأظهروا البهجة والسرور أمام أهليكم وإخوانكم المسلمين.
أيها المسلمون، لقد ابتُلى مجتمع الإسلام اليومَ بكثير مما تبثُّه أجهزة الإعلام عبر وسائلها المختلفة من تزيينٍ للباطل، ومحاربةٍ للفضيلة، وبثّ للفرقة، ونقلٍ لكثير من الآراء المخالفة لمنهج الشرع الحنيف، وقد انشغل بها كثيرون عن ذكر الله وإقام الصلاة، وهذا مؤذن بخطر عظيم على الأفراد والمجتمعات، ألا فليتق الله مسئولو الإعلام، وأن يتجنَّبوا التبعية لأعداء الإسلام، وأن لا يقدموا للأمة إلا ما يتفق مع تعاليم ديننا الحنيف، فإنكم محاسبون، وغداً بين يدي الله موقوفون. واحرصوا ـ رحمكم الله ـ على مراقبة النشء وتربيته على منهج الإسلام، والبعد به عن كل ما يتنافى مع تعاليم الدين. تلكم مسؤولية الآباء والأمهات، ورجال التربية والتعليم، فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته.
أيتها المرأة المسلمة، اتقي الله، وحافظي على ما أوجب الله عليك في دينك وأمانتك، وما استرعاك الله عليه، احفظي كرامتَك بالتزام الحشمة والوقار والبعد عن مزاحمة الرجال، مُري أبناءَك بالصلاة وعوِّديهم على الطاعات ومكارم الأخلاق.
عباد الله، إن من شكر الله تعالى على إتمام هذا الشهر العظيم المداومةَ على الطاعة، ومواصلةَ الإحسان بالإحسان، وإن مما ندب إليه -صلى الله عليه وسلم- صيامَ ستٍّ من شوال حيث يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: (من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر). فاغتنموا ـ رحمكم الله ـ مواسم الخيرات، وتعرَّضوا لنفحات ربكم في جميع الأوقات، واستقيموا على الدين الإسلامي الحنيف مستمسكين بأصله وأوله وآخره (شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله)، قائمين بلوازم ذلك معرفة ومحبة وعملاً ونصيحة وجهاداً، مستسلمين لله وحده، منقادين لأمره وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- متسلحين بالعلم والإيمان والعمل الصالح عن كل قاطع يقطع عن الله أو مانع يمنع عنه، قال الله عز وجل : {وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر ، لا إله إلا الله،،، الله اكبر، الله اكبر ، ولله الحمد.
عباد الله : اعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدي…