الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
إن الإسلام يحث أتباعه على الإسهام في أعمال الخير والبر، والمبادرة إلى سن سنة حسنة يقتدي بها الآخرون، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ)رواه مسلم.
فالقدوة الحسنة لها أهميتها في مجال العمل الخيري، وتشجيع الآخرين على الاقتداء بصاحب البر والإحسان، وتكثير عدد فاعلي الخير في المجتمع، وخلق بيئة خيرة مليئة بنماذج إيجابية تقدم الخير لإخوانه المعوزين، والمساهمة في المشاريع الخيرية العامة والخاصة.
وإن ما قام به أخونا اللاعب المشهور ياسر القحطاني من جمع التبرعات لأجل بناء مسجد لزميله اللاعب الإماراتي المتوفى –رحمه الله- مستفيداً في ذلك من شهرته بين الناس، لعمل خير فاضل، يؤجر عليه صاحبه إن أخلص نيته لله تعالى.
إضافةً إلى أن عمله هذا من جهة أخرى يعتبر من القدوة الطيبة، والسنة الحسنة التي سوف يشجع الآخرين للقيام بمثل هذا العمل الخير الفاضل، ويفتح الباب لمشاريع أخرى مماثلة، ويعطينا الصورة الحسنة للمواطنة الحقة الصادقة فهو سفير لبلده في أفعالة الخيرة وتصرفاته المباركة.
ولا شك أن في مبادرته هذه جزاه الله خيراً دعوة إلى كل صاحب شهرة، أو مكانة مرموقة، أو جاه بين الناس أو في المجتمع الذي هو فيه، أن يستغل شهرته ومكانته، وجاهه في أعمال البر، والمشاريع الخيرية التي يصل نفعها للمجتمع، أو لجهة من الجهات المستحقة، أو للمحتاجين والمستحقين.
وصاحب مثل هذا العمل الصالح يؤجر على نيته، وعمله، كما له نصيب من أجر من يقتدي به ويعمل بعمله، من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، وفضل الله واسع، وأجره وثوابه الجزيل لا ينقصه كثرة العاملين، والله ذو الفضل العظيم.
وأنا في هذا المقام أشكر أخونا ياسر القحطاني على مبادرته الطيبة وأدعوا إخوانه من اللاعبين المشهورين أن يستفيدوا من شهرتهم في دعم المشاريع الخيرة، وأن يعلموا أن للشهرة زكاة وزكاتها مثل هذه الأعمال الداعمة للخير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وكتبه
د. هشام بن عبد الملك بن عبد الله آل الشيخ
أستاذ الفقه المقارن المشارك بالمعهد العالي للقضاء