اتَّقُوا اللهَ فِي أَحْوَالِكُمْ، وَاحْرِصُوا عَلَى مَا يَنْفَعُكُمْ، وَاعْـلَمُوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ - أَنَّ اللهَ تَعَالَى قد أنعم علينا بنعم كثيرةٍ ظاهرةٍ وباطنة لا نحصيها وواجبٌ علينا شكرها وذكرها في كل حين، ومن تلك النعم التي يجب علينا شكرها نعمة الإسلام وتحكيم الشريعة والقرآن، والتلاحم والترابط بين الحاكم والمحكوم، بلادنا ولله الحمد والمنة لم تحكمها الأحزاب أو التيارات السياسية ولم يستعمرها الغرب أو يحتلها أجنبي، بقيت محفوظةً بحفظ الله تعالى لها في حين ماجت الكثير من البلدان المجاورة، ماجت بأنواع الفتن والإظطرابات وذاق أهلها أصناف الويلات والمصائب، ونحن في عافية من ذلك كله، بلادنا ولله الحمد والمنة هي البلاد الوحيدة على وجه المعمورة التي ترعى وتحمي منهج السلف الصالح وتنشره وتدافع عنه ولا ترضى عنه بديلاً، بل تحارب البدع والخرافات وتقطع الطريق على أصحابها، بلادنا ولله الحمد والمنة ترعى الحرمين الشريفين وتقوم على صيانتهما ونظافتهما على مدار الساعة، وتوفر للحجاج والمعتمرين كل وسائل الراحة والأمن، بلادنا ولله الحمد والمنة مهوى أفئدة المؤمنين ومقصد العلماء الربانيين، ما لجئ إليها عالم في الدين إلى آوته ونصرته، وما قصدها فاجرٌ يريد التخريب والفساد إلا فضح وانكشف أمره، بلادنا ولله الحمد والمنة محفوظة بحفظ الله لها، ما دامت تحكم الشريعة وتقيم الحدود وتحفظ الحقوق، أسأل الله تعالى أن يحفظها بحفظه ويكلأها برعايته ويحميها من كل سؤٍ ومكروه.
عباد الله: العلماء هم ورثة الأنبياء هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، جعلهم الله صمام أمان للأمة، بأقوالهم وإرشاداتهم ينتفع الناس، وبمواقفهم أوقات الفتن يقتدي المؤمنون، وما أحوجنا عباد الله لإرشاداتهم وتوجيهاتهم خاصةً في مثل هذه الأيام.
أيها الإخوة: صدر عن هيئة كبار العلماء بيانٌ جاء فيه، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فلقد أخذ الله - عز وجل - على العلماء العهد والميثاق بالبيان قال سبحانه في كتابه الكريم: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتب لتبيننه للناس ولا تكتمونه)، وقال جل وعلا: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)، ويتأكد البيان على العلماء في أوقات الفتن والأزمات؛ إذ لا يخفى ما يجري في هذه الأيام من أحداث واضطرابات وفتن في أنحاء متفرقة من العالم، وإن هيئة كبار العلماء إذ تسأل الله - عز وجل - لعموم المسلمين العافية والاستقرار والاجتماع على الحق حكاماًَ ومحكومين، لتحمد الله سبحانه على ما من به على المملكة العربية السعودية من اجتماع كلمتها وتوحد صفها على كتاب الله عز وجل، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل قيادة حكيمة لها بيعتها الشرعية أدام الله توفيقها وتسديدها، وحفظ الله لنا هذه النعمة وأتمها .
وإن المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام، وهو مما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه العزيز، وعظم ذم من تركه، إذ يقول جل وعلا (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون)، وقال سبحانه: ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)، وقال جل ذكره: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شي إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون).
وهذا الأصل الذي هو المحافظة على الجماعة مما عظمت وصية النبي صلى الله عليه وسلم به في مواطن عامة وخاصة، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : " يد الله مع الجماعة " رواه الترمذي .
وقوله عليه الصلاة والسلام " من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " رواه مسلم .
وقوله عليه الصلاة والسلام : " إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان " رواه مسلم .
وما عظمت الوصية باجتماع الكلمة ووحدة الصف إلا لما يترتب على ذلك من مصالح كبرى، وفي مقابل ذلك لما يترتب على فقدها من مفاسد عظمى يعرفها العقلاء، ولها شواهدها في القديم والحديث .
ولقد أنعم الله على أهل هذه البلاد باجتماعهم حول قادتهم على هدي الكتاب والسنة، لا يفرق بينهم، أو يشتت أمرهم تيارات وافدة، أو أحزاب لها منطلقاتها المتغايرة امتثالاً لقوله سبحانه: (منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون).
وقد حافظت المملكة على هذه الهوية الإسلامية فمع تقدمها وتطورها، وأخذها بالأسباب الدنيوية المباحة، فإنها لم ولن تسمح - بحول الله وقدرته - بأفكار وافدة من الغرب أو الشرق تنتقص من هذه الهوية أو تفرق هذه الجماعة .
وإن من نعم الله عز وجل على أهل هذه البلاد حكاماً ومحكومين أن شرفهم بخدمة الحرمين الشريفين - اللذين وله الحمد والفضل سبحانه - ينالان الرعاية التامة من حكومة المملكة العربية السعودية عملاً بقوله سبحانه : (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).
وقد نالت المملكة بهذه الخدمة مزية خاصة في العالم الإسلامي، فهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين، والمسلمون يؤمونها من كل حدب وصوب في موسم الحج حجاجاً وعلى مدار العام عماراً وزواراً .
وهيئة كبار العلماء إذ تستشعر نعمة اجتماع الكلمة على هدي من الكتاب والسنة في ظل قيادة حكيمة، فإنها تدعو الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة، وتحذر من كل الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك، وهي بهذه المناسبة تؤكد على وجوب التناصح والتفاهم والتعاون على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان، وتحذر من ضد ذلك من الجور والبغي، وغمط الحق.
كما تحذر من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة، إذ الأمة في هذه البلاد جماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح وتابعوهم، وما عليه أئمة الإسلام قديماً وحديثاً من لزوم الجماعة والمناصحة الصادقة، وعدم اختلاق العيوب وإشاعتها، مع الاعتراف بعدم الكمال، ووجود الخطأ وأهمية الإصلاح على كل حال وفي كل وقت.
وإن الهيئة إذ تقرر ما للنصيحة من مقام عال في الدين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة " قيل لمن يا رسول الله ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم.
ومع أنه من أكد من يناصح ولي الأمر حيث قال عليه الصلاة والسلام : " إن الله يرضى لكم ثلاثاً، أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم " رواه الإمام أحمد .
فإن الهيئة تؤكد أن للإصلاح والنصيحة أسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها، لمخالفة ذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله جل وعلا ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلاً ).
وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها، والتحذير منها .
والهيئة إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة، ولا يكون معه مفسدة، هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم، وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان .
وتؤكد الهيئة على أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبها كما قضت بذلك أنظمة الدولة وتوجيهات ولاة أمرها ومحاسبة كل مقصر.
والله تعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يجمع كلمتنا على الحق، وأن يصلح ذات بيننا، ويهدينا سبل السلام، وأن يرينا الحق حقاً، ويرزقنا إتباعه، ويرينا الباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه، وأن يهدي ضال المسلمين، وهو المسؤول سبحانه أن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح العباد والبلاد، إنه ولي ذلك القادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. أ.هـ بيان هيئة كبار العلماء أسأل الله تعالى أن يجزيهم خيراً على نصحهم وتوجيههم وأن يبارك في أعمارهم.
أقول قولي هذا
عباد الله، وإن الدعوة إلى المظاهراتِ التي عمّت بلاد المسلمينَ اليومَ حتى صارتْ تقليداً يتنادى الناس لها دون معرفة ما تؤول إليه الأمورُ بسببها لهو أمرٌ مخيفٌ مخالفٌ لقواعدِ الشريعةِ التي جاءتْ بوجوبِ المحافظةِ على الأمنِ والسلمِ، ومعاقبةِ المتعدي عليه؛ ولذا فإن هذه المظاهراتِ فيها محاذيرُ شرعية وأخطارٌ اجتماعية منها:
أولاً: لا يشك أحدٌ أن المظاهراتِ قد دخلتْ على المسلمينَ من الخارج، فهي تقليدٌ للكفّار، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول كما جاء عن ابن عمر في سنن أبي داود وغيره: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)، وروى الشيخان عن النبي صلى الله عليه وسلم وقالَ: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ). لو كانت هذه المظاهراتُ فيها خيرٌ لقام بها النبيُ صلى الله عليه وسلم ولقامَ بها السلفُ، قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله: ( المظاهراتِ لا تمتُ إلى الشريعةِ بصلةٍ ولا للإصلاحِ بصلةٍ: "الخليفةُ المأمونُ قتلَ العلماءَ الذين لم يقولوا بقولِهِ في خلقِ القرآنِ، قتلَ جمعاً من العلماءِ، وأجبرَ الناسَ على أن يقولوا بهذا القولِ الباطلِ، ما سمعنا عن الإمامِ أحمدَ وغيرِه من الأئمةِ أن أحداً منهم اعتصم في أي مسجدٍ أبداً، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرونَ معايبَه من أجلِ أن يحملَ الناسُ عليه الحقدَ والبغضاءَ والكراهيةَ، ولا نؤيدُ المظاهراتِ أو الاعتصاماتِ أو ما أشبه ذلك، ولا نؤيدُها إطلاقاً، ويمكنُ الإصلاحُ بدونِها، لكن لا بدَ أن هناك أصابعَ خفيةً داخليةً أو خارجيةً تحاولُ بثَّ مثلَ هذه الأمور).
ثانياً: أن هذه المظاهرات إذا لم تأت بها الشريعةُ فهي من دعوى الجاهلية، وقد قال النبيُ صلى الله عليه وسلم: (وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ وَالْجِهَادُ وَالْهِجْرَةُ وَالْجَمَاعَةُ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلاَّ أَنْ يَرْجِعَ، وَمَنْ ادَّعَى دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ). فهذه المظاهرات الغوغائيةِ هي من دعوى الجاهليةِ، روى الشيخان عَنْ ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ)، وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلاثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَم امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهرِيقَ دَمَهُ). ودعوى الجاهلية هي التناصر على الباطل وبغير ما أذن الله به.
ثالثاً: هذه المظاهراتِ عندَ كلِّ من عرَفها هي من أعظمِ أسبابِ الفسادِ في الأرضِ بسببِ ما تؤولُ إليه غالباً من هلاكِ الحرثِ والنسلِ كما قال تعالى: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ)، قالَ العلامةُ الشوكانيُ عند تفسيرِ قوله تعالى: (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا): "نهاهم اللهُ سبحانَه عن الفسادِ في الأرضِ بوجهٍ من الوجوهِ قليلاً كان أو كثيراً، ومنه قتلُ الناسِ، وتخريبُ منازلِهم، وقطعُ أشجارِهم، وتغويرُ أنهارِهم".
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى عن المظاهرات فقالَ: "لا أرى المظاهراتِ النسائيةِ والرجاليةِ من العلاجِ، ولكني أرى أنها من أسبابِ الفتنِ، ومن أسبابِ الشرورِ، ومن أسبابِ ظلمِ بعضِ الناسِ، والتعدي على بعضِ الناسِ بغيرِ حقٍ، ولكن الأسبابَ الشرعيةَ المكاتبةُ والنصيحةُ والدعوةُ إلى الخيرِ بالطرقِ السليمةِ، الطرقِ التي سلكَها أهلُ العلمِ وسلكَها أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم". وقال سماحته رحمه الله: "ولما فتحوا الشرَّ في زمانَ عثمانَ رضي الله عنه وأنكروا على عثمانَ جهرةً تمتْ الفتنةُ والقتالُ والفسادُ الذي لا يزالُ الناسُ في آثارِهِ إلى اليومِ، حتى حصلتْ الفتنةُ بين عليٍ ومعاويةَ، وَقُتِلَ عثمانُ وعليُّ بأسبابِ ذلك، وقُتلَ جمٌّ كثيرٌ من الصحابةِ وغيرِهم بأسبابِ الإنكارِ العلني وذكرِ العيوبِ علناً، حتى أبغضَ الناسُ وليَّ أمرِهم وقتلوه نسأل الله العافية".
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: (ائتوني بأي ثورة من الثورات صار الناس فيها أصلح مما كانوا عليه قبلها).
فاتقوا الله تعالى عباد الله وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ، ثم اعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله،،،