خطاب خادم الحرمين الشريفين للأخوة الأشقاء في فلسطين

خطاب خادم الحرمين الشريفين للأخوة الأشقاء في فلسطين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،، وبعد

قدم لنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله درساً مهماً؛ ألا وهو الإصلاح بين الأخوة الفلسطينين في خطابه العظيم الذي وجهه لهم، داعياً لهم لتذكر العهد والميثاق الذي قطعوه على أنفسهم في بيت الله الحرام، ينبغي لنا أن نستفيد منه، فخادم الحرمين الشريفين يعلم أن ديننا دين عظيم، يتشوّف إلى الصلح، ويسعى له، وينادي إليه فالله سبحانه أخبر أن الصلح خير قال تعالى: (والصلح خير)، وقال أنس رضي الله عنه: (من أصلح بين اثنين أعطـاه الله بكل كلمة عتق رقبة)، ويقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: (ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة من إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار).

لقد عُرِف خادم الحرمين الشريفين بإصلاح ذات البين حفاظاً على وحدة المسلمين، وسلامة قلوبهم، ولا شك أن الإصلاح يعتبر من أعظم وأجل الطاعات، وأفضل الصدقات، فالمصلح بين الناس له أجر عظيم، وثواب كريم، فأجره يفوق ما يناله الصائم القائم، المشتغل بخاصة نفسه، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة) أخرجه أبو داود في سننه.

ولا شك أنه درس عظيم، فلله درك يا خادم الحرمين الشريفين، حملت هم الأمة الإسلامية على كاهلك، وسعيت بلا كلل ولا ملل في ردع الصدع وإزالة آثار الخلاف الحاصل بين الإخوة في فلسطين، فلا حرمك الله الأجر، وجعل ما تقده للأمة في موازين حسناتك.

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه،،،