كلمة الخريجين

كلمة الخريجين

ألقاها د. هشام بن عبد الملك بن عبد الله آل الشيخ في حفل التخرج لطلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1427هـ 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، صاحبَ السمو الملكي الأمير/ سطام بن عبد العزيز نائبَ أميرِ منطقة الرياض. 

أصحابَ السمو، والفضيلة، والمعالي، واخواني الطلاب، أيها الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،أما بعد. 

فإنه لمن دواعي السرورِ والغبطة في هذا اليوم المبارك أن ننال شرف اللقاءِ براعي حفلنا صاحبِ السمو الملكي الأمير/ سطام بن عبد العزيز واستلامِ شهادة التخرج من يده الكريمة، ولا يخفى أن رعاية سموه لهذا الحفل يجسدُ الرعايةَ الكريمة التي يحظى بها العلمُ وطلابهُ في هذا الوطن الغالي من لدن قيادتِنا الحكيمة وعلى رأسها خادمُ الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسموُ ولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز أبقاهم الله لنا ذخرا. 
بالأمس كنا نتلقى العلمَ ونبذل الجُهْدَ من أجل هذا اليوم الذي نلبي فيه نداء أمتنا، ونردُ لها بعض أفضالها علينا، فوفاءً لهذه الأمة ولهذا الوطن وقيادته الحكيمة، نجدد العزم على البذل والعطاء، فشباب الأمة هم عصبها الحي، وقلبها النابض، ورمز قوتها. 

إن جامعةَ الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثمرةٌ من ثمراتِ ذلك التلاحم بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب طيب الله ثراهما، قامت على إثره دولةٌ مباركةٌ ترفع لواء التوحيد، وترعى العلم والعلماء في شتى المجالات، منتهجةً نهج الوسطيةِ والاعتدالِ في الدعوةِ والتعليم والتوجيه والتربية، بعيدةً عن الإفراط والتفريطِ والغلوِ والجفاء، معتمدةً على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة، وهذا هو ديدنُ هذه الجامعة حرسها الله، فإدارة الجامعة ممثلةً بمديرها معالي الدكتور/ محمد بن سعد السالم ووكلاءِ الجامعة وعمدائها يسعون سعياً حثيثاً في الرقيِّ بمستوى الجامعة وخرِيجيها، وهذا أمر ظاهر للعيان لا ينكره إلا جاحد. 

إخواني الخريجين علمتنا هذه الجامعة المباركة أن العلم لا يتوقفُ ولا ينتهي بالحصول على شهادةٍ أو درجةٍ علمية، بل علينا مواصلةُ البحثِ والمبادرةُ الجادةُ في الرقيِّ بمستوياتنا العلمية في شتى المجالات، وأن نتواصل مع جامعتنا الغراء في كل ما يثمر وينمي المجتمع، لقد علمتنا الحياة أن معالي الأمور لا تأتي إلا بالصبر والمثابرة، ومهما بلغ الإنسان من العلم فهو قليل، وكلما ارتفع بالعلم أرتفع قدره، فنسأل الله المزيد من العلم النافع{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}. 
إخواني الخريجين، بتخرجنا سننتقل إلى الحياة العملية، وسنجد ما نعرفه وما لا نعرفه، فينبغي أن نستثمرَ ما تعلمناهُ خلال المرحلة الجامعية في الجهات التي سنعمل بها، ومن أجل أن ننجح في حياتنا العملية، يجبُ علينا أن نواصل تجديدَ معارفنا وتطويرها، ليس كأفراد يطمحون لبناء مستقبلهم الشخصي فحسب, ولكن كمواطنين صالحين يطمحون لتامين مستقبل مشرق للأجيال المقبلة, مع الحفاظ على الهوية الوطنية، والشخصية الإسلامية، والحذر كل الحذر من الأفكار المنحرفة والتوجهات الضارة التي قد تؤثر على أبناء مجتمعنا وأمن وطننا، فإن الحفاظ على مكتسباتنا مسؤوليةٌ مشتركة وواجب على كل واحد منا، وبالأخصِ طلبةُ العلم وأصحاب التوجيه والتربية. 

أجدد شكري وتقديري باسمي ونيابة عن زملائي الخريجين لصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز على تشريفه لنا وتكريمه لأبنائه الطلبة، والشكر موصولٌ لأولياء أمورنا الذين كان لهم بعد توفيق الله الفضلُ في كل نجاح حققناه. 

والشكرُ الجزيلُ لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إدارة وأساتذة على ما بذلوه من جهد في سبيل بلوغنا هذه الغايةَ النبيلةَ وحصولنا على الشهادة العليا التي ستكون بداية مرحلةٍ جديدةٍ من العطاءِ والبذلِ لخدمة ديننا الحنيف ووطننا الغالي، معتمدين بعد الله تعالى على أنفسنا وقُدراتنا الذاتية مستخدمين ما تعلمناه في هذه الجامعة من خِبْراتٍ وما اكتسبناه من ملكات علمية ومهارات شخصية. 

والحمد لله على نعمائه، والشكرُ له على جميل تفضله وإحسانه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.