مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري

v  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

التقرب إلى الله تعالى بالصدقة على الفقراء والمساكين ولم شملهم بسكن يؤويهم يطمئنون فيه وترتاح نفوسهم، هو من أعظم القرب التي يتقرب بها العبد إلى ربه؛ إذ الصدقة الجارية تبقى بعد موت العبد، ويستمر أجرها وفضلها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.

وبناء البيوت للفقراء والمحتاجين من أعظم أنواع الصدقة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علَّمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته) رواه ابن ماجة.

وما الدور الذي تقوم به جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري إلا من هذا القبيل فهي جمعية تسعى لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي والتعاون على البر والتقوى من خلال العمل على استقرار الأسر التي لا تملك مسكناً، سواء كانوا فقراء أو أرامل أو أيتاماً أو عجزة، ولا يستطيعون كذلك الوفاء بالالتزامات المترتبة على الإيجار، وذلك بتوفير السكن المناسب لهم دون إحاجتهم إلى الاستدانة أو التسول، وهذا كله من العمل الصالح المبارك الذي يتقرب به إلى الله تعالى، ويبارك الله تعالى لصاحبه في عمره وماله وحياته وعمله، كما قال عز وجل: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) [الحديد:18]. وقوله سبحانه: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [البقرة:245]. 

وهذا المشروع الخيري من العبد الصالح سلمان بن عبد العزيز وفقه الله لكل خير يأتي إنطلاقاً من حرص سموه على نفع المحتاجين وتقديم يد المساعدة لهم طلباً للأجر من الله تعالى وسعياً في خدمة إخوانه المسلمين بلم شملهم وإدخال السرور عليهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، واحسبه قال: كالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر) [متفق عليه]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دَيناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام، وإن سوء الخُلُق ليُفْسد العمل كما يُفْسد الخلُّ العَسَل) [رواه ابن أبي الدنيا وحسَّنه الألباني] والإسكان الخيري للفقراء الذي يدعمه الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله تعالى من أحب الأعمال إلى الله تعالى لأن فيه سعياً على الأرملة والمسكين وإدخال سرور على المسلمين المحتاجين، أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكتب الأجر والمثوبة لمن سعى وموَّل هذا المشروع الخيري وأن يطيل في عمر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز صاحب الأيادي البيضاء والأعمال الخيرة النافعة.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد،،،